هل يستخدم البرهان استراتيجية "ترك الصراع يأخذ مسارات مفهومة"؟
يبدو أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يتبنى نهج إدارة الصراع بدلًا من حله المباشر، حيث يترك الأزمات تأخذ مساراتها الطبيعية دون تدخل حاسم، بينما يراقب تطوراتها ويتدخل فقط عند الحاجة لتعزيز موقفه. تعتمد هذه الاستراتيجية على السماح للأحداث بالتطور وفق ديناميكياتها الداخلية، بدلًا من فرض حلول متسرعة قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة.
كيف يطبق البرهان هذه الاستراتيجية؟
1️⃣ مع الأعداء (قوات الدعم السريع وحلفاؤهم):
- لم يسعَ إلى حسم المواجهة سريعًا، بل اعتمد على استنزاف متبادل طويل الأمد.
- تجنب اتخاذ قرارات سياسية كبرى لإنهاء الصراع، مما أتاح له مراقبة ضعف العدو بمرور الوقت.
- سمح للصراع الداخلي بتفكيك معسكر الخصوم عبر الخلافات والانقسامات الداخلية.
2️⃣ مع الحلفاء (القوى المدنية والسياسية):
- أبقى موقفه من القوى السياسية غير واضح، مما جعلها في حالة تنافس داخلي مستمر.
- ترك الأحزاب والتيارات تتفاعل فيما بينها دون تدخل مباشر، مما أدى إلى تفككها وعجزها عن تشكيل تحالف موحد.
- حافظ على مرونة علاقاته مع مختلف الأطراف، مما منحه القدرة على تغيير تحالفاته وفقًا للظروف السياسية.
🔹 إيجابيات هذه الاستراتيجية:
✅ تقليل المخاطر: تجنب القرارات السريعة التي قد تؤدي إلى عواقب غير محسوبة.
✅ استنزاف الخصوم: السماح للأعداء بإضعاف أنفسهم داخليًا دون الحاجة إلى تدخل مباشر.
✅ المناورة السياسية: إبقاء الخيارات مفتوحة لضمان مرونة في اتخاذ القرارات المستقبلية.
✅ إدارة الصراع بموارد أقل: تقليل الحاجة إلى تدخل عسكري أو سياسي مكلف.
🔻 سلبيات هذه الاستراتيجية:
❌ إطالة أمد الأزمة: استمرار الحرب دون حلول واضحة يهدد بانهيار الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا.
❌ زيادة معاناة المدنيين: استمرار القتال يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، من نزوح وفقدان الأمن.
❌ تآكل سلطة الدولة: غياب الحسم قد يفتح المجال أمام تدخلات خارجية أو بروز قوى بديلة تفرض حلولها الخاصة.
❌ خطر فقدان السيطرة: إذا استمر الصراع دون إدارة حقيقية، فقد يصبح من المستحيل إعادة الاستقرار لاحقًا.
📝 خلاصة:
قد تحقق هذه الاستراتيجية بعض الفوائد على المدى القصير من خلال كسب الوقت والمناورة، لكنها على المدى الطويل قد تؤدي إلى تفكك الدولة وفقدان السيطرة على الأحداث. وإذا لم يتم التدخل بحلول عملية في الوقت المناسب، فقد يتحول هذا النهج من أداة إدارة إلى عامل رئيسي في تفاقم الفوضى والانهيار.