برنامج تزويد الأسر الفقيرة في الولاية الشمالية بالطاقة الشمسية: رؤية شاملة للتنفيذ والتمويل
قدم الدكتور عبد الفتاح حسين مقترحًا إلى والي الولاية الشمالية يتضمن برنامجًا لتزويد الأسر الفقيرة بالطاقة الشمسية، يهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتخفيف الأعباء المالية عن الأسر المستهدفة. يمتد البرنامج على مدى ثلاث سنوات، ويشمل 100 ألف أسرة موزعة على مختلف محليات الولاية، بتكلفة تقديرية 80 مليون دولار.
تفاصيل البرنامج
عدد الأسر المستهدفة:
- حلفا: 8,000 أسرة
- دلقو: 7,000 أسرة
- البرقيق: 10,000 أسرة
- دنقلا: 30,000 أسرة
- القولد: 10,000 أسرة
- الدبة: 15,000 أسرة
- مروي: 20,000 أسرة
مواصفات النظام الشمسي المقترح:
- إنارة
- تشغيل التلفزيون والمراوح والشواحن
- إمكانية تشغيل ثلاجة صغيرة، مما قد يزيد التكلفة إلى 1,000 دولار لكل وحدة
تكلفة التمويل ومصادره
تم تقدير التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 80 مليون دولار، مقسمة وفقًا لمصادر التمويل التالية:
- الدعم الاتحادي: 10 مليون دولار سنويًا، بإجمالي 30 مليون دولار خلال 3 سنوات.
- الدعم الولائي: 10 مليون دولار على مدار 3 سنوات.
- المساهمات المحلية (مجتمعية وشعبية): 5 مليون دولار.
- دعم المنظمات الدولية: 15 مليون دولار على مدار 3 سنوات.
- تمويل مصرفي: 20 مليون دولار عبر بنك السودان، المصارف التجارية، والتمويل الأصغر.
ملاحظات حول الجدوى المالية والتكلفة
- تقدير تكلفة الوحدة بـ 800 – 1,000 دولار يعتمد على نوعية الألواح الشمسية والبطاريات والمعدات، لذا يجب مراجعة الأسعار لضمان دقتها.
- الحاجة إلى 26.6 مليون دولار سنويًا تستلزم تنسيقًا فعالًا بين الجهات الممولة لضمان توفر السيولة اللازمة.
- الاعتماد على الدعم الحكومي (الاتحادي والولائي بمجموع 40 مليون دولار) قد يواجه تحديات تتعلق بأولويات الميزانية.
- من الضروري وضع آليات واضحة للضمانات البنكية، مثل ربط التمويل بإنتاجية الأسر أو تقسيطه على مدى زمني طويل.
- التواصل مع المنظمات الدولية مثل UNDP وGIZ وصندوق الطاقة المستدامة الأفريقي (SEFA) قد يساعد في تأمين دعم إضافي.
آلية التنفيذ والتوزيع
- اختيار الشركات المنفذة: لضمان جودة الأنظمة الشمسية، يجب وضع معايير واضحة لاختيار الموردين وفقًا لمواصفات معتمدة.
- توزيع عادل وفعال: التوزيع يجب أن يتم بناءً على الحاجة الفعلية وليس فقط الكثافة السكانية.
- خطة صيانة وتدريب: لضمان استدامة المشروع، يجب توفير تدريب للأسر على الاستخدام الأمثل للأنظمة الشمسية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز صيانة محلية.
دمج المشروع مع نماذج تمويل مستدامة
بدلًا من الاعتماد الكلي على الدعم الحكومي، يمكن دمج المشروع مع آليات تمويل أكثر استدامة، مثل:
- شراكة مع القطاع الخاص: يمكن تشجيع شركات الطاقة الشمسية على تقديم حلول تقسيطية مباشرة للأسر.
- نموذج "الدفع حسب الاستخدام" (Pay-as-you-go): كما نجحت شركات في شرق أفريقيا، يمكن دراسة نموذج يتيح للأسر دفع مبالغ صغيرة مقابل استخدام الطاقة الشمسية تدريجيًا.
- الربط بمشاريع إنتاجية: يمكن ربط التمويل بفرص إنتاجية صغيرة تدر دخلًا، مما يساعد في سداد التكلفة.
الاستفادة من تجارب سابقة
هناك تجارب ناجحة في الولاية يمكن الاستفادة منها في هذا المشروع، مثل:
- تمويل أعمدة إنارة الكهرباء في الشمالية: الذي اعتمد على شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص.
- مشروع كهربة المشاريع الزراعية بالسليم عبر بنك الشمال: يمكن دراسة آلية تمويله وإمكانية تطبيقها على البرنامج الحالي.
- شركات البيع بالتقسيط للمعدات الكهربائية: يمكن التعاون معها لتمويل وبيع الأنظمة الشمسية بالتقسيط للأسر المحتاجة.
الخاتمة
مشروع تزويد الأسر الفقيرة في الولاية الشمالية بالطاقة الشمسية يمثل خطوة مهمة نحو التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة. ومع ذلك، فإن نجاحه يعتمد على:
- ضبط التكلفة عبر دراسة السوق واختيار الموردين بعناية.
- تنويع مصادر التمويل لتقليل الضغط على الميزانية الحكومية.
- آلية توزيع وصيانة فعالة لضمان استدامة الفائدة.
- إشراك القطاع الخاص والمجتمع في تنفيذ المشروع لضمان نجاحه على المدى الطويل.
إذا تم تطبيق المشروع ضمن نموذج تمويلي مستدام، فقد يصبح نواة لتحويل الطاقة الشمسية إلى حل دائم لمشاكل الكهرباء في المناطق الريفية بالسودان.
