أخبار الفاشر: تصاعد النزاع وتدهور الوضع الإنساني في عاصمة شمال دارفور
في ظل الحرب المستعرة في السودان منذ أكثر من عام، تعود أخبار الفاشر إلى الواجهة، وسط تطورات ميدانية متسارعة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في الإقليم المضطرب. مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في دارفور، تعاني من حصار خانق تفرضه ميليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى تزايد وتيرة النزوح ونفاد الإمدادات الإنسانية والطبية.
الفاشر تحت الحصار
مع دخول شهر أبريل، أفادت مصادر ميدانية بأن الآلاف من الأسر بدأت مغادرة أحياء مدينة الفاشر ومعسكر زمزم للنزوح إلى بلدة طويلة، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترًا، وذلك عبر ممرات وصفتها ما يسمى بـ"قوات التأسيس" بالآمنة. وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من القصف المتواصل ومحاولات ميليشيا الدعم السريع اقتحام المدينة من محاور متعددة.
اتهامات متبادلة وتعقيد في المشهد
في تصريحات متلفزة، اتهم حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ميليشيا الدعم السريع بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة وعرقلة الإغاثة عن معسكرات النازحين. وقال إن الوضع بلغ حدًا كارثيًا، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.
في المقابل، لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي حول هذه الاتهامات، إلا أن تقارير أممية وحقوقية أكدت فرض الميليشيا لقيود صارمة على حركة القوافل الإنسانية في مناطق سيطرتها، مما ساهم في اتساع دائرة المجاعة، خاصة في شمال ووسط دارفور.
ماذا تعني هذه التطورات؟
تكتسب أخبار الفاشر أهمية خاصة كون المدينة تمثل عقدة استراتيجية في المشهد العسكري بدارفور. فسيطرة ميليشيا الدعم السريع على الفاشر قد تمثل نقطة تحول كبيرة في موازين القوى بالإقليم، وهو ما يفسر استماتة الطرفين في المعركة.
لكن الأهم من ذلك، أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر. أكثر من 200 ألف شخص داخل المدينة ومحيطها مهددون بالمجاعة، فيما تشير منظمات دولية إلى خطر انهيار كامل للخدمات الصحية مع استمرار انقطاع الإمدادات.
الحاجة لتدخل عاجل
في ظل الصمت الدولي شبه التام، يطالب ناشطون وقيادات مدنية بضرورة تحرك فوري من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للضغط على الأطراف المتصارعة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة. كما يُطرح خيار إعلان الفاشر "منطقة منزوعة السلاح" كحل مؤقت لحماية المدنيين.
خاتمة
في ظل تعقيدات المشهد السوداني، تظل أخبار الفاشر مؤشرًا حقيقيًا على حجم الأزمة في دارفور. المدينة التي كانت لسنوات مركزًا حضريًا وثقافيًا مهمًا، تواجه اليوم خطر الانهيار الكامل ما لم يُتحرك المجتمع الدولي لوقف النزيف الإنساني.