تحليل خطاب البرهان: رسائل الحرب والسلام في السودان
مقدمة في خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، أكد الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، أن طريق السلام ما زال مفتوحًا، لكنه رهن ذلك باستسلام قوات الدعم السريع، مهددًا بأن "على الباغي ستدور الدوائر". هذا التصريح يعكس استراتيجية الجيش السوداني في المرحلة المقبلة، والتي تجمع بين إمكانية الحل السياسي واستمرار الحسم العسكري.
رسائل الخطاب وأبعادها
-
استمرار نهج الحسم العسكري:
- شدد البرهان على أن "خيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل السودان من مليشيا آل دقلو الإرهابية"، ما يشير إلى أن الجيش ملتزم بمواصلة القتال حتى القضاء التام على الدعم السريع.
- توجيه التحية للمقاتلين في شمال دارفور وكردفان يؤكد أن العمليات العسكرية في هذه المناطق ستشهد تصعيدًا خلال الفترة القادمة.
-
فتح باب السلام بشروط صارمة:
- رغم تأكيده أن "طريق السلام ما زال مشرعًا"، فإنه حصر إنهاء الحرب في استسلام الدعم السريع.
- لم يشر البرهان إلى أي مبادرات دولية أو وساطات لحل النزاع، مما يعني أن الجيش لا ينظر إلى الحلول التفاوضية في هذه المرحلة.
-
محاولة كسب الرأي العام الداخلي والخارجي:
- أشار البرهان إلى أن القوات المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، لكنه شكر المجموعات التي قاتلت إلى جانبها.
- استخدامه عبارات مثل "حرب الكرامة" و"تمييز الخبيث من الطيب" يعكس محاولة تعزيز الشرعية السياسية للجيش أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي.
تأثير الخطاب على مسار الحرب
✅ تصعيد عسكري متوقع في دارفور وكردفان: مع استمرار الدعم السريع في هذه المناطق، فإن الجيش سيكثف هجماته لاستعادة السيطرة عليها.
✅ لا مؤشرات على وقف الحرب قريبًا: ربط السلام باستسلام الدعم السريع يشير إلى أن الجيش لا ينوي تقديم تنازلات تفاوضية.
✅ انقسام في الرأي العام: بينما يرى البعض أن الحسم العسكري هو الحل، يرى آخرون أن الحرب المستمرة ستؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية.
السيناريوهات المحتملة
- نجاح الجيش في تحقيق مكاسب عسكرية: إذا تمكن الجيش من تفكيك قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار الدعم السريع تدريجيًا.
- استمرار الحرب لفترة أطول: إذا تمكنت قوات الدعم السريع من الصمود وإعادة التموضع، فقد يؤدي ذلك إلى حالة من الاستنزاف العسكري للطرفين.
- عودة الضغوط الدولية للتفاوض: في حال استمرار القتال لفترة طويلة، قد تتدخل أطراف دولية لفرض تسوية سياسية.
خاتمة خطاب البرهان يكشف عن تصعيد عسكري محتمل في المرحلة المقبلة، مع استمرار رفض أي حلول تفاوضية لا تتضمن استسلام الدعم السريع.
يبقى السؤال: هل سيتمكن الجيش من تحقيق نصر حاسم، أم أن السودان سيدخل في دوامة صراع طويلة الأمد؟ الأيام القادمة ستكشف ملامح المرحلة الجديدة من الصراع في السودان.
📌 تابع التحليلات المستمرة حول الوضع في السودان على موقعنا عين السودان